الإلحاد كبديل ؟؟!!

الناس في هذه الحياة على صنفين، صنفٌ يطلب الحقيقة باعتبارها مطلبا عقليا وفطريا، وصنفٌ ثانٍ ليس هَمُّه معرفةَ الحقيقةِ، وهو الذي أطلق عليه القرآن لفظ “الجاحد” كما في قول الله تعالى: { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ } [النمل: 14]. ولذا فإن كمال الإنسان بما هو إنسان كرمه الله بالعقل يكون بكونه طالباً للحقيقة ساعيا إلى اليقين والاطمئنان. لهذا كان الجدالُ والنقاشُ مع أهل الصنف الثاني ضرباً من إهدار الوقت والجهد، فعادة أهل السفسطة أنهم لا يُقِرُّون بحقيقةٍ ولا يَثبتون على رأي. إن مِن أهم الأسس التي تقوم عليها الظاهرة الإلحادية هو اعتمادها على الدليل السلبي، وهو النفي والإنكار، أي أن هذا الملحد لا يملك أي دليلٍ إثباتِيٍّ مستقل بذاته لما يدعيه، فهي منظومة قائمة على مهاجمة الآخرين واستهداف أدلتهم بالنفي والتشكيك والاستهزاء، فإذا كان الإيمان موجبا ويكتسب أصالته من تعلقه بواجب الوجود، فالإلحاد سالب ومحتكم إلى النقص لتعلقه بعالم الإمكان والفقر وإنكار الواجب، إذا فلا نسبة وجودية للإلحاد إلا بصفة كونه نفيا للإيمان [1] . إن الإلحاد حرمان من...