الغزاة الحقيقيون (2)

في الواقع المسلمون هم أكبر ضحايا الإرهاب، فهم من يدفع الثمن من أرواحهم ودمائهم عندما يستهدفهم الإرهاب كما حدث في مسجدي نيوزيلاندا وأماكن أخرى، أو من سمعتهم و صورتهم عندما يقترف بعض المسلمين المجانين عمليات إرهابية باسم الدفاع عن الإسلام والانتقام للمسلمين. إن الإسلام الحقيقي لا علاقة له بما يقترفه بعض المسلمين باسمه، و ها نحن نرى كيف أن تنظيم الدولة في العراق وسوريا الذي يتبخر الْيَوْمَ كان الهدف منه هو تشويه صورة الإسلام وجعله مرادفا للهمجية والوحشية. و ليس هناك مكان للصدفة، كل شيء مخطط له بإحكام شديد، فالقرن الواحد والعشرون، كما تنبأ له بذلك أندريه مالرو، سيكون دينيا أو لا يكون. لكن هذه الحرب، الخفية تارة و المعلنة تارة أخرى، ضد الوجود الإسلامي في أوربا والغرب عموما، تأخذ أشكالا «ديمقراطية» و«قانونية» حتى لا يظهر العالم الحر والمتقدم عاريا على حقيقته، فتتحطم الصورة المثالية التي يريد تقديمها عن نفسه كمجتمع يعطي الدروس حول الأخلاق والمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان الفردية والجماعية لدول العالم الثالث وبلدان العالم «المتوحش». لذلك، فالعالم «ا...